/م77
/م81
{ قالوا يا لوط إنا رسل ربك} من ملائكته أرسلنا لتنجيتك من شرهم وإهلاكهم .
{ لن يصلوا إليك} بسوء في نفسك ولا فينا ، وحينئذ طمس الله أعينهم فلم يعودوا يبصرون لوطا ولا من معه كما قال تعالى:{ ولقد راودوه عن ضيفه فطمسنا أعينهم} [ القمر:37] فانقلبوا عميانا يتخبطون .
{ فاسر بأهلك بقطع من الليل} أي فاخرج من هذه القرية أو القرى مصحوبا بأهلك بطائفة من الليل تكفي لتجاوز حدود هؤلاء القوم .والسرى بالضم والإسراء في الليل كالسير في النهار ، قرئ أسر بقطع الهمزة ووصلها منهما حيث وقعت في القرآن وفي سورة الذاريات{ فأخرجنا من كان فيها من المؤمنين فما وجدنا فيها غير بيت من المسلمين} [ الذاريات:35 ، 36] .
{ ولا يلتفت منكم أحد} إلى ما وراءه لئلا يرى العذاب فيصيبه ، وفي سورة الحجر{ وامضوا حيث تؤمرون} [ الحجر:65] وقد بينه لهم الملائكة .
{ إلا امرأتك} وكان كافرة خائنة ضلعها مع القوم .
{ إنه مصيبها ما أصابهم} أي مقضي هذا عليها فهو واقع لا بد منه .قرئ امرأتك بالنصب وبالرفع .
{ إن موعدهم الصبح} أي موعد عذابهم يبتدئ من طلوع الفجر وينتهي بشروقها كما قال:{ فأخذتهم الصيحة مشرقين} [ الحجر:73] وهذا تعليل الإسراء ببقية من الليل كما قلنا .
{ أليس الصبح بقريب} أي موعد قريب لم يبق له إلا ليلة واحدة تنجو فيها بأهلك وهذا تقرير مؤكد لما قبله وجواب عن استعجال لوط لهلاكهم وحكمته أنهم يكونون مجتمعين فيه من مساكنهم فلا يفلت أحد منهم .