/م77
/م81
{ فلما جاء أمرنا} أي عذابنا أو موعده .
{ جعلنا عليها سافلها} أي قلبنا أرضها أو قراها كلها وخسفنا بها الأرض ، وسنة الله تعالى في خسف الأرض في قطر من الأقطار أن يحدث تحتها فراغ بقدرها بسبب تحول الأبخرة التي في جوفها بمشيئته وقدرته ، فينقلب ما فوق إما مستويا وإما مائلا إلى جانب من الجوانب إن كان الفراغ تحته أوسع ، وفي بعض هذه الأحوال يكون عاليها سافلها ، ويجوز أن يكون معنى جعل عاليها سافلها إن ما كان سطحا لها هبط وغار فكان سافلها وحل محله غيره من اليابسة المجاورة أو من الماء ، والمرجح عند علماء الأرض أن قرى لوط التي خسف بها تحت الماء المعروف ببحر لوط أو بحيرة لوط ، وقيل من عهد قريب إن الباحثين عثروا على بعض آثارها كما تقدم .
{ وأمطرنا عليها} أي قبل القلب ، أو في أثنائه ، وحكمته أن يصيب الشذاذ المتفرقين من أهلها .
{ حجارة من سجيل} وفي سورة الذاريات{ لنرسل عليهم حجارة من طين} [ الذاريات:33] .فالمراد إذا حجارة من مستنقع ، وقال مجاهد:أولها حجر وآخرها طين ، وقال الحسن:أصل الحجارة طين متحجر ، والمعقول ما قلنا ، وهو موافق لقول الراغب:السجيل حجر وطين مختلط ، أصله فارسي فعرب ، وقيل:إنه من النار ، وأصله سجين ، فأبدلت نونه لاما ، وهو موافق لرواية سفر التكوين ، فإن صح يكون من بركان من البراكين ، ومثل هذا المطر يحصل عادة بإرسال الله إعصارا من الريح يحمل ذلك من بعض المستنقعات أو الأنهار فتلقيها حيث يشاء ، ولا يمنع أن يكون هذا بتدبير الملائكة الموكلين بالأرض .
{ منضود} أي متراكب بعضه في أثر بعض يقع طائفة بعد طائفة .