قوله تعالى:{فلما جاء أمرنا جعلنا عاليها سافلها وأمطرنا عليها حجارة من سجيل منضود 82 مسومة عند ربك وما هي من الظالمين ببعيد} .
جاء أمر الله ،وهو عذابه ،ليأتي على قوم لوط فيستأصلهم استئصالا ،وليدمر عليهم تدميرا ،فيذر قراهم وبيوتهم خاوية ،ويجهلها أثرا بعد عين ،وكان ذلك عند طلوع الشمس ؛إذ صبحهم العذاب بكرة بعد أن استفاقوا من هجعة الكرى ليكون ذلك أبلغ في التنكيل والبطش بهؤلاء الأشقياء الشذاذ .وقيل كان قوم يقيمون في أربع قرى ،وكان أكبرها سدوم وفي كل قرية مائة ألف من الناس .وقيل غير ذلك .وقد قال الله في تدميرهم:{جعلنا عاليها سافلها} يعني جعل الله عالي قراهم سافلها ؛إذ قبلهم قلبا .
قوله:{وأمطرنا عليها حجارة من سجيل منضود} أي طين في حجارة .وقيل: طين تشوي كما يشوي الآجر .وقيل: هي حجارة من طين صلب .
والمنضود الذي يتبع بعضه بعضا في نزوله على الظالمين .وقيل: ينضد بعضها فوق بعض .نضد متاعه: وضع بعضه على بعض .منضود بمعنى مصفوف .وهذه المعاني جميعها متقاربة .