{ قالوا يا لوط إنا رسل ربك لن يصلوا إليك فأسر بأهلك بقطع من الليل ولا يلتفت منكم أحد إلا امرأتك إنه مصيبها ما أصابهم إن موعدهم الصبح أليس الصبح بقريب81} .
فوجئ لوط ، وقد كان في حال ضعف يتمنى النجاة ، بقولهم إنا رسل ربك الذي خلقك ورباك وبعثك وهو القوام عليك وعلى الناس أجمعين ، وقد أدرك من كونهم رسل الله أنهم جاءوا لعذاب قومه وإنجائه وابتدءوا بذلك .
{ فأسر بأهلك} والإسراء السير ليلا ، "بقطع من الليل"، وهو الجزء الذي يكون في منتصف الليل أو قريبا من النصف الأخير حيث يهجعون ويكونون في نوم عميق .
{ ولا يلتفت منكم أحد} أي لا ينظر وراءه ولا يتخلف لمتاع أو لنحوه مما يشغلكم عن أنفسكم ، واستثنيت امرأته ، ووصفها الله تعالى في آية أخرى بقوله{. . .إلا امرأتك كانت من الغابرين 32}( العنكبوت ) وإن العذاب نازل بها ، كما هو نازل بهم أي أن الحال والشأن يصيبها ما أصابهم ، وعبر باسم الفاعل للدلالة على نزوله نزولا مؤكدا بها ، وقوله تعالى:{ ما أصابهم} في التعبير بالماضي والعذاب لم يقع بعد لتأكيد الوقوع كقوله تعالى:{ أتى أمر الله فلا تستعجلوه . . .1}( النحل ) .
وقد تعين موعد نزول العذاب وأنه قريب فقالوا:{ إن موعدهم الصبح أليس الصبح بقريب} أي أن العذاب نازل بهم في الصبح وإنه لقريب ، ومعنى الاستفهام التقرير ، إذ هو للنفي وقد دخل على النفي إثبات ، وجاء بهذه الصيغة لتأكيد الوقوع وقد أكد بالباء ثم كان العذاب الشديد المبيد ، فقال تعالى: