{وَرَأَيْتَ النَّاسَ يَدْخُلُونَ فِي دِينِ اللَّهِ أَفْوَاجاً} لأن الناس كانوا يقفون أمام الحاجز الكبير الذي وضعته قريش أمامهم ،لتمنعهم من الاندفاع نحو الإسلام ونحو الرسول بفعل القوّة الغاشمة التي تملكها على الصعيد الاقتصادي والعسكري والسياسي ،في ما تملكه من موقعٍ مميّزٍ لدى القبائل .وكان الناس يترقّبون النتائج النهائية للصراع الدائر بين المسلمين وقريش ،ليحدّدوا موقفهم ،وكانوا يأملون أن تكون النتيجة لمصلحة المسلمين ،فلما كان فتح مكة وتحقق الوعد الإلهي ،وتحطم الحاجز النفسي والمادي الذي كان يحول بينهم وبين الدخول في الإسلام ،دخلوا في دين الله أفواجاً ،وتحوّل الواقع إلى موجٍ هادرٍ يكتسح أمامه كل شيء .