أضف إلى ما سبق ،أن الإنسانعند النصرقد تظهر عليه ردود فعل سلبية فيقع في الغرور والتعالي ،أو يتخذ موقف الانتقام وتصفية الحسابات الشخصية ،وهذه الأوامر الثلاثة تعلمه أن يكون في لحظات النصر الحساسة ذاكراً لصفات جلال الله وجماله ،وأن يرى كل شيء منه سبحانه ،ويتجه إلى الاستغفار كي يزول عنه غرور الغفلة ،ويبتعد عن الانتقام .
5رسول الله ( صلى الله عليه وآله وسلم ) مثل كل الأنبياء معصوم ،فلماذا الاستغفار ؟
الجواب أن هذا تعليم لكل الأمة لأنه:
أوّلا: خلال أيّام المواجهة بين الإسلام والشرك مرّت فترات عصيبة على المسلمين ،وتفاقمت في بعض المراحل مشاكل الدعوة ،وضاقت صدور بعضهم ،وساور بعضهم الآخر شكوك في وعد الله .كما قال سبحانه فيهم عند غزوة «الأحزاب »:{وبلغت القلوب الحناجر وتظنون بالله الظنونا}{[6207]} .
والآن إذ تحقق الانتصار فقد اتضح خطل تلك الظنون ،ولابدّ من «الاستغفار »
ثانياً: الإنسان لا يستطيع أن يؤدي حقّ الشكر ،مهما حمد الله وأثنى عليه .
ولذلك لا بدّ له بعد الحمد والثناء أن يتجه إلى استغفاره سبحانه .
ثالثاً: بعد الانتصار تبدأ عادة وساوس الشيطان ،فتبرز ظاهرة الغرور تارة ،وظاهرة الانتقام تارة أُخرى .ولابدّ إذن من ذكر الله واستغفاره باستمرار حتى لا تظهر هذه الحالات ،ولتزول إن ظهرت .
/خ3