{وَارِدَهُمْ}: الوارد: هو الذي يتقدم القوم ليستقي لهم .
{دَلْوَهُ}: الدلو: مؤنث ،وقد يذكّر ،وأدلى دلوه ،أرسلها في البئر .
{يا بُشْرَى}: كلمة تقال عند البشارة ،مثل: يا عجباً عند العجب .
{وَأَسَرُّوهُ}: أخفوه .
{بِضَاعَةً}: سلعة ومكسباً .
{وَجَاءَتْ سَيَّارَةٌ} مارّةٌ على طريق البئر الذي كان فيه يوسف ،{فَأَرْسَلُواْ وَارِدَهُمْ} الذي يرد مواقع الماء فيطلبه لقومه ،{فَأَدْلَى دَلْوَهُ} في البئر وأخرجه ،فإذا به أمام المفاجأة السارّة ،فقد كان ينتظر خروج الدلو بالماء ،فإذا به يخرج بغلام جميل الصورة صغير السنّ ،هو يوسف الذي تعلق بالدلو عندما أنزله صاحبه إلى البئر للاستقاء به ،{قَالَ يا بُشْرَى هَذَا غُلاَمٌ} فالتفت إلى قومه ليبشرهم بالربح الذي يمكن أن يحصلوا عليه إذا ما باعوا الغلام الذي لقيه في البئر في سوق النخاسة .{وَأَسَرُّوهُ بِضَاعَةً} فقد أخفوه لديهم لأنهم خافوا أن يبصره أهله فيطالبونهم به ،{وَاللَّهُ عَلِيمٌ بِمَا يَعْمَلُونَ} فهو المطّلع على السرّ وأخفى ،فلا يعزب عن علمه مثقال ذرّة ،وهو الذي أراد ليوسف أن يسير في هذا الاتجاه ليصل إلى النتائج الطيبة في نهاية المطاف ،فإذا كانوا قد أخفوه عن الناس فلا يمكن أن يخفوه عن الله الذي يحيط بهم من كل جهة ويشمل يوسف بكل رعايته .