/م19
{ وجاءت} ذلك المكان الذي كانوا فيه{ السيارة} صيغة مبالغة من السير [ كجوالة وكشافة] أي جماعة أو قافلة في سفر التكوين أنهم كانوا من الإسماعيليين أي من العرب{ فأرسلوا واردهم} المختص بورود الماء للاستقاء لهم{ فأدلى دلوه} أي أرسله ودلاه في ذلك الجب فتعلق به يوسف فلما خرج ورآه{ قال يا بشرى هذا غلام} يبشر به جماعته السيارة .قرأها الجمهور يا بشراي بالإضافة إلى ياء المتكلم والكوفيون بدونها وأمال ألفها حمزة والكسائي .ونداء البشرى معناه أن هذا وقتها وموجبها فقد آن لها أن تحضر ، ومثله قولهم يا أسفا ويا أسفي ، ويا حسرتا ويا حسرتي .إذا وقع ما هو سبب ذلك .فاستبشر به السيارة .
{ وأسروه بضاعة} أي أخفوه من الناس لئلا يدعيه أحد من أهل ذلك المكان لأجل أن يكون بضاعة لهم من جملة تجارتهم ، والبضاعة ما يقطع من المال ويفرز للاتجار به ، مشتق من البضع وهو الشق والقطع ومنه البضعة والبضع من العدد وهي من ثلاث إلى تسع والبضعة من اللحم وهي القطعة .وما قيل من أن الذين أسروه هم الوارد الذي استخرجه ومن كان معه دون سائر السيارة أو أن الضمير في أسروه لإخوة يوسف فهو خلاف الظاهر{ والله عليم بما يعملون} أي بما يعمله هؤلاء السيارة وما يعمله إخوة يوسف فلكل منهم إرب في يوسف السيارة يدعون بالباطل أنه عبد لهم فيتجرون به ، وإخوة يوسف أمرهم مع أبيهم في إخفائه وتغريبه ودعوى أكل الذئب إياه معلوم وإنه كيد باطل .وحكمة الله تعالى فيه فوق كل ذلك .