{أَضْغَاثُ}: جمع ضغث وهو قبضة ريحان أو حشيش ،أو قضبان ،وهو ما لا تستطيع أن تعرف حقيقته أو واقعه .
وهكذا أراد الملك من خاصته ،أن يفسّروا له رؤياه ،إذا كانوا ممن يملكون هذه المعرفة ،ولكنهم لم يهتدوا إلى ذلك سبيلاً ،{قَالُواْ أَضْغَاثُ أَحْلامٍ} وتشبيه هذه الرؤيا بالأضغاث ،يعود لكونها تمثّل مجموعةً من الأشياء المتفرقة في طبيعتها والتي تختلط فيها الرؤية ،فقد تجذبك واحدةٌ إلى جهة ،بينما تجذبك الأخرى إلى جهة ثانية ،وهكذا لا تستطيعمن خلال ذلكأن تحكم على أيّ وجه من وجوه الواقع ،تماماً كما هي قبضة الحشيش أو الرياحين أو القضبان ،التي لا يقف من خلالها الإنسان على حقيقة ،أو يعرف منها بعضاً من الواقع .وهذا ما أرادوا أن يوحوا به إلى الملك ،كتعبير عن طبيعة هذا الحلم غير المفهوم ،أو كتعبير عن مستوى ثقافتهم الذاتية في تفسير الأحلام كما يوحي به قوله تعالى:{وَمَا نَحْنُ بِتَأْوِيلِ الأحْلامِ بِعَالِمِينَ} لنفسّر لك طبيعته ومدلوله .