/م43
{ قالوا أضغاث أحلام} أي هي أو هذه الرؤيا من جنس أضغاث الأحلام أي الأحلام المختلطة من الخواطر والأخيلة التي يتصورها الدماغ في النوم فلا ترمي إلى معنى والأحلام جمع حلم بضمتين ويسكن للتخفيف وهو ما يرى في النوم .يقال حلم كنصر واحتلم ، ومنه بلوغ الحلم ، قد يكون واضح المعنى كالأفكار التي تكون في اليقظة وقد يكون – وهو الأكثر- مشوشا مضطربا لا يفهم له معنى وهو الذي يشبه بالتضاغيث كأنه مؤلف من حزم مختلفة من العيدان والحشائش التي لا تناسب بينها ، وهو ما تبادر إلى أفهامهم من نوعي البقر والسنابل .
{ وما نحن بتأويل الأحلام بعالمين} يحتمل قولهم هذا أنهم ليسوا بأولي علم بتأويل هذه الأحلام المختلطة المضطربة وإنما يعلمون تأويل غيرها من المنامات المعقولة المفهومة ، ويحتمل نفي العلم بجنس الأحلام لأنها مما لا يعلم أو مما لا يكون له معنى بعيد تدل عليه الصور المتخيلة في النوم وتنتهي إليه ، كما ينكر أهل العلم المادي الآن أن يكون لشيء من هذه الرؤى والأحلام تأويل صحيح ، ولكن قدماء المصريين كانوا يعنون بها .وسنبين الحق في ذلك في الخلاصة الكلية لتفسير السورة كما تقدم .