{ قالوا أضغاث أحلام وما نحن تأويل الأحلام بعالمين44} أضغاث أحلام أي أخلاط ، والأحلام ، أي أحاسيس نفسية مختلطة ، والأضغاث جمع ضغث ، والضغث هو مجموع النبات من بقل أوحشيش ، أو حزمة من العصي ، كما قال تعالى في قصة أيوب عليه السلام إذ فدى يمينه من الحنث بضربه ببضعة من الحشائش والأخلاط .{ وخذ بيدك ضغثا فاضرب به ولا تحنث إنا وجدناه صابرا نعم العبد إنه أواب 44}( ص ) .
وأتمو الجواب بنفي قدرتهم على تأويل الأحلام ، فقالوا:{ وما نحن بتأويل بعالمين} وما نحن بمعرفة مآل الأحلام بعالمين ، أكدوا نفي علمهم بالباء في{ بعالمين} ، وكان تأكيد ذلك النفي لتأكيد أنه لا مدلول لها ؛ ليطمئن بعد أن أصابه القلق الملقى بالهم والحزن .
عندئذ تذكر صاحب السجن بعد أن أنساه الشيطان ، والحوادث يذكر بعضها ببعض إذا كانت متجانسة فذكرته رؤيا الملك برؤياهم ، ولذا قال تعالى: