وقال الملك إني أرى سبع بقرات سمان يأكلهن سبع عجاف وسبع سنبلات خضر وأخر يابسات يا أيها الملأ أفتوني في رءياي إن كنتم للرؤيا تعبرون43 قالوا أضغاث أحلام وما نحن بتأويل الأحلام بعالمين 44 وقال الذي نجا منهما وادكر بعد أمة أنا أنبئكم بتأويله فأرسلون 45 يوسف أيها الصديق أفتنا في سبع بقرات سمان يأكلهن سبع عجاف وسبع سنبلات خضر وأخر يابسات لعلي أرجع إلى الناس لعلهم يعلمون 46 قال تزرعون سبع سنين دأبا فما حصدتم فذروه في سنبله إلا قليلا مما تأكلون 47 ثم يأت من بعد ذلك سبع شداد يأكلن ما قدمتملهن إلا قليلا مما تحصنون 48 ثم ياتي من بعد ذلك عام فيهيغاث الناس وفيه يعصرون 49 وقال الملك ائتوني به فلما جاءه الرسول قال ارجع إلى ربك فسئله ما بال النسوة التي قطعن أيديهن إن ربي بكيدهن عليم 50 قال ما خطبكم إذ راودتن يوسف عن نفسه قلن حاشا لله ما علمنا عليه من سوء قالت امرأت العزيزا لئن حصحص الحق أنا راودته عن نفسه وانهلمن الصادقين 51 ذلك ليعلم أني لم أخنه بالغيب وأن الله لا يهدي كيد الخائنين52* وما أبرئ نفسي إن النفس لأمارة بالسوء إلا ما رحم ربي إن ربي غفور رحيم53
ابتدأ الخروج من السجن ، لأن نور النبوة خرج إليهم بعد أن اهتدى بنورها من اهتدى من نزلائه ، وكانوا يودون أن يعودوا بعد أن يخرجوا أنسا بيوسف .
رأى الملك رؤيا صادقة ، إن وصفت رؤيا من لم يكن موحدا – بالصدق ، وإن لم تكن وحيا ، رأى الملك{ سبع بقرات سمان يأكلهن سبع عجاف} ، أي نحيلات لا لحم عليهن ، ولا سمن فيهن ، والعجاف يأكلن السمان ، ورأى سبع سنبلات خضر وأخر يابسات لا خضرة فيهن ، وهي متجاورات ، نادى ملأه ، وهم شيعته الذين يحيطون به وقال:{ يا أيها الملأ أفتوني في رؤياي إن كنتم للرؤيا تعبرون} ، يقال عبر الرؤيا ، أي جاء بما تدل عليه الحال النفسية التى دلت عليهامن عبارة بينة موضحة ، وقد تكون من عبور النهر بمعنى عبر النهر ، أي بلغ نهايته ، وهي هنا ما تنتهي إليه الرؤيا من حقائق قد تكون ثابتة ، ومعنى{ أفتوني في رؤياي} ، أي اعبروا إلى هذه الرؤيا التي هي امرى وحالي المستولي على نفسي المستغرق لها .
ولقد أجابه ملؤه مجهلين لحاله ، وما يشغله ، أو مسرين عليه ، حتى لا يلج به الهم الغالب ، وذلك هو الأقرب المعقول بين ملك وحاشيته .