قوله تعالى:{وَقَالَ الْمَلِكُ إِنِّي أَرَى سَبْعَ بَقَرَاتٍ سِمَانٍ يَأْكُلُهُنَّ سَبْعٌ عِجَافٌ وَسَبْعَ سُنبُلاَتٍ خُضْرٍ وَأُخَرَ يَابِسَاتٍ يَا أَيُّهَا الْمَلأُ أَفْتُونِي فِي رُؤْيَايَ إِن كُنتُمْ لِلرُّؤْيَا تَعْبُرُونَ 43 قَالُواْ أَضْغَاثُ أَحْلاَمٍ وَمَا نَحْنُ بِتَأْوِيلِ الأَحْلاَمِ بِعَالِمِينَ} .
هذه الرؤيا أريها ملك مصر فكانت سببا قدره الله لخروج يوسف من السجن مكللا بالتعزيز والإكرام ،فقد رأى الملك رؤيا هالته وذهل منها ،فجمع من حوله كبار الدولة من الأمراء وأشرف القوم والعرافين والسحرة وغيرهم من أهل النظر .فذكر لهما ما رآه في منامه ليجدوا لذلك تأويلا .
ورؤياه أن{سَبْعَ بَقَرَاتٍ سِمَانٍ يَأْكُلُهُنَّ سَبْعٌ عِجَافٌ}{عجاف} جمع ومفرده عجفاء ،ومذكره أعجف .وهو من العجف بالفتح يعني الهزال{[2249]} ؛فقد رأى الملك ان سبع بقرات مهازيل يأكلن بقرات سمانا سبعا .وكذلك رأى{سَبْعَ سُنبُلاَتٍ خُضْرٍ وَأُخَرَ يَابِسَاتٍ} وقد قص الملك على ما حوله هذه الرؤيا وقال لهم:{إِن كُنتُمْ لِلرُّؤْيَا تَعْبُرُونَ} عبر الرؤيا عبرا وعبارة ،وعبرها ؛أي فسرها وأخبر بآخر ما يؤول إليه أمرها .
واستعبره إياها ؛أي أرسله عبرها{[2250]} .فالمقصود من قوله:{تعبرون}: إن كنتم عالمين بعبارة الرؤيا ؛أي تفسيرها .واللام في{للرؤيا} زائدة .