{يُغَاثُ}: أي يفرج الله عنهم ويطلق الغيث على المطر وعلى ما ينبت بسببه .
{يَعْصِرُونَ}: يستخرجون العصير مما يعصر ،كالعنب والزيتون ،وهو كناية عن الخصب .
{ثُمَّ يَأْتِي مِن بَعْدِ ذلِكَ عَامٌ فِيهِ يُغَاثُ النَّاسُ وَفِيهِ يَعْصِرُونَ} فيأتيهم الغوث من الله بالمطر الذي يروي الأرض ،ويغذي الينابيع ،ويُرفد الأنهار ،فتخصب الأرض وتخضر وتؤتي أكلها في كل موسمٍ ،وينصرف الناس إلى استغلال خيرات الأرض بعصر الثمار وصناعة الدهن والشراب وغير ذلك ،وتنكشف الغمة وترجع الحياة إلى طبيعتها ،بعيداً عن كل العوامل الطارئة التي تمنع الأرض خصبها ،والسماء بركاتها .
خطة يوسف لاجتياز الأزمة
وربما احتمل بعض المفسرين ،ألاّ يكون يوسف في موقف المفسِّر للحلم الذي رآه الملك بشكل مباشر ،بل كان في موقف الموجّه إلى ما يجب أن يفعله في السنين السمان والعجاف ،ولهذا كان خطابه لهم أن يزرعوا دأباً ،ثم أمره أن يذروه في سنبله ،ولا يستثنوا منه إلا القليل مما يأكلونه ،وبأن يدخروا منه في السنوات العجاف القليل مما يحصنونه ،ثم ينتهي ذلك الكابوس فلا يحتاجون عند ذلك إلى ممارسة أي تحفظ غير عادي .
وهذا توجيهٌ قريبٌ إلى الجوّ التعبيري في الآيات ،وربما قصد من ذلك الإيحاء بأنه يملك الخطة التي تنظّم لهم اجتياز الأزمة الخانقة في زمن الشدّة ،عبر تحقيق التوازن في زمن الرخاء ،كوسيلةٍ من وسائل دخوله في الموقع الاجتماعي من مركز قوة .