{بِالْغُدُوِّ}: جمع غدوة ،والغدوات جمع غداة ،وهي الصباح .
{وَالآصَالِ}: جمع أصيل وهو المساء ما بين العصر والمغرب .
وَللَّهِ يَسْجُدُ مَن فِي السَّمَواتِ وَالأرْضِ} بما يمثله السجود من الخضوع المطلق لله على مستوى المظهر في تعفير الجبهة في الأرض ،أو في الانقياد الإراديّ لأوامر الله ونواهيه ،أو في استجابة الموجودات للنظام الكوني الذي يحكمها في الأرض أو في السماء .إنه السجود الذي ينطلق من مبدأ الخضوع ،ولكنه يتنوّع في مظاهره وأشكاله .{طَوْعًا وَكَرْهًا} لدى المخلوقات التي تملك إرادة تتحرك من خلالها في الحياة ،أو لدى الموجودات التي لا تملك الحسّ والعقل والإرادة ،فتسير طبقاً للسنن الكونية التي أودعها الله فيها بحكمته ،{وَظِلالُهُم بِالْغُدُوِّ وَالآَصَالِ} الظاهر أن المراد منها ظلال الأشياء التي تسجد لله ،في طريقة وقوعها على الأرض ،تماماً كما هو الساجد الذي يخرّ بسجوده إلى الأرض ،وذلك كناية عن شمول السجود لكل الأشياء ،حتى للظلال التي هي خيالات الأجسام .وقد خص تعالى الغدوّ والآصال بالذكر ،لأن الظل يمتد ويطول في هذين الوقتين دون وقت الظهيرة ؛والله العالم .