المفردات:
ولله يسجد من في السماوات والأرض طوعا وكرها: المؤمن يسجد طوعا ،والكافر يسجد كرها .
وظلالهم بالغدو والآصال: يقول: ويسجد أيضا ظلال كل من يسجد لله طوعا وكرها .
بالغدو:أي: البكور .
والآصال: جمع أصيل وهو ما بين العصر إلى مغيب الشمس .
التفسير:
{ولله يسجد من في السماوات والأرض طوعا وكرها وظلالهم بالغدو والآصال} .
كل من في الكون خاضع لأمر الله وإرادته ؛إذ إنه يعيش في ملكه ويسير وفق قانونه ،المؤمن يخضع لله ؛طاعة وإيمانا وغير المؤمن يخضع كرها وإرغاما ،فإذا مسه الضر أو خاف الموت أو الغرق ؛لجأ إلى الله داعيا مستجيرا .
قال تعالى:{وإذا مسكم الضر في البحر ضل من تدعون إلا إياه فلما نجاكم إلى البر أعرضتم ...}( الإسراء:67 ) .
وقال تعالى:{فإذا ركبوا في الفلك دعوا الله مخلصين له الدين فلما نجاهم إلى البر إذا هم يشركون} . ( العنكبوت:65 ) .
وقال سبحانه:{لئن أنجيتنا من هذه لنكونن من الشاكرين} ( يونس:22 ) .
وفي ظلال القرآن ما يأتي:
والسياق يعبر عن الخضوع لمشيئة الله بالسجود وهو أقصى رمز للعبودية ثم يضم إلى شخوص من في السماوات والأرض ظلالهم كذلك ،ظلالهم بالغدو في الصباح ،وبالآصال عند انكسار الأشعة وامتداد الظلال يضم هذا الظلال إلى الشخوص في السجود والخضوع والامتثال وهي في ذاتها حقيقة ،فالظلال تبع للشخوص ،ثم تلقى هذه الحقيقة ظلها على المشهد ،فإذا هو عجب ،وإذا الإيمان أو غير الإيمان سواء .كلها تسجد لله ..وأولئك الخائبون يدعون آلهة من دون اللهxxiv .