{صَلْصاَلٍ}: الطين اليابس غير المطبوخ .
{حَمَإٍ}: الطين المتغير إلى السواد .
{مَّسْنُونٍ}: المتغير .
عقدة الشيطان من الإنسان
بداية خلق الإنسان ،كيفيتها ومصدرها وظروف صراعه مع إبليس ،ونتائجه ،قضايا كرر القرآن الحديث عنها في أكثر من سورة ،ليذكر الإنسان أولاً بأصله الترابي ويدفعه إلى الإحساس الدائم بالتواضع كحقيقةٍ من حقائق إنسانيته ،وليذكّره ثانياً ،بالعقدة الإبليسية التي تشكلت مع بداية خلقه على الأرض ،فقد أعلن إبليس الحرب على الإنسان لمنعه من الإيمان ،ومن التحرك الإيجابي في خط المسؤولية أمام الله ،لإبعاده عن طاعة الله ،وعن رحمته وجنته ،تنفيساً لعقدة إبعاده عن الجنة ،بإبعاد الأكثرية من أولاد آدم عنها .
مادة خلق الإنسان والجان
{وَلَقَدْ خَلَقْنَا الإِنسَانَ مِن صَلْصَالٍ مِّنْ حَمَإٍ مَّسْنُونٍ} ،الصلصال هو الطين الجافّ ،باعتبار أن أصل الكلمة هو تردد الصوت من الشيء اليابس ،فاستعير لكل شيءٍ يابس ،باعتبار أن اليباس يبعث على تردد الصوت ،والحمأ هو الطين الأسود المنتن ،والمسنون هو المتغير ،ومنه قوله تعالى:{لَمْ يَتَسَنَّهْ} [ البقرة: 259] أي لم يتغير ،كأنّ الله خلق الإنسان من تراب ،ثم تحول التراب إلى طين ،ثم تركه حتى جفّ وتغيّر واسودّ وأنتن .