{ذَرْهُمْ يَأْكُلُواْ وَيَتَمَتَّعُواْ} ،فهذا هو كل هدفهم في الدنيا ،فليست الحياة عندهم إلا ما يملأ البطون ويغذي الحس ويشبع الغريزة ،ويخلد فيه الإنسان إلى الأرض ،بعيداً عن آفاق السموّ الروحي والفكري ،حيث القيم والمثل التي تجعل من الحياة حركة رسالةٍ لا حركة غريزةٍ ،لأن الغريزة ليست سوى حاجةٍ طارئةٍ ،بينما تمثل الرسالة المضمون الحي لوجود الإنسان وحركة الكون .وفي هذا الابتعاد تكمن مشكلتهم في ما يطمحون إليه ،فاتركهم مع هذا النهج المادي الذي يخضعون له في مسيرتهم ،ليشبعوا نهمهم ،ويتركوا لغرائزهم العنان ،{وَيُلْهِهِمُ الأَمَلُ} الطويل الذي يشعرون معه بالامتداد في خط العمر ،لغفلتهم المطبقة التي تمنع عنهم الإحساس بالموت القادم إليهم بشكلٍ مفاجىءٍ ،{فَسَوْفَ يَعْلَمُونَ} نتائج ذلك كله عندما يواجهون المصير الأسود الذي يقفون فيه وجهاً لوجه أمام النار وبئس القرار .