{إِنَّا كَفَيْنَاكَ الْمُسْتَهْزِئينَ* الَّذِينَ يَجْعَلُونَ مَعَ اللَّهِ إِلهًا آخَرَ فَسَوْفَ يَعْمَلُونَ} بإهلاكهم من جهة ،أو بتدمير خططهم من جهةٍ أخرى ،وإضعاف موقفهم في المعارضة والمواجهة وتقوّية موقفك في تأكيد رسالتك في ساحة الدعوة والعمل .
وقد لا يكون من الضروري أن تحصل كفاية الله النبي المستهزئين ،بالطريقة الغيبية التي تحصل بإبعادهم وتدميرهم ،بشكل مباشر ،بل قد تحصل بالوسائل الواقعية المتمثلة بالأخذ بالأسباب الطبيعية المؤثرة في نجاح الدعوة ،بثبات الرسول والمسلمين معه ،أمام أوضاع التحدي ،واهتزاز موقف المعارضين ،وخلخلة مواقعهم لضعف موقفهم الداخلي الذي لا يحمل قضيّةً ولا يدافع عن رسالة ،بل يتحرك من جوانب ذاتيّة لا عمق لها في الحياة ،ولا امتداد يكفل لها الاستمرار والبقاء ،وفي ضوء ذلك ،ينبغي للعاملين أن يتطلعوا إلى نصر الله ولطفه ،من مواقع العمل الدائب الذي يحقق للساحة أفضل النتائج الإيجابية عبر الأسباب الواقعية التي تحكم القضايا والأشياء ،ولا بدّ لهم من أن يواجهوا المشاكل الطارئة بعقلٍ مفتوحٍ ،لا يتعقّد من نتائجها السلبية ،بل يعتبرها حالةً طبيعيةً ،تثير الرغبة في التفكير ،بدلاً من أن تثير الحزن والانفعال .