{فَكُلُواْ مِمَّا رَزَقَكُمُ اللَّهُ حَلالاً طَيِّباً} ،ومن الحلال الطيب يلتقي الإحساس باللذة المادية ،التي يشتمل عليها خصائص المطعم والمشرب ،بالإحساس باللذة المعنوية ،الذي يصنعه الشعور برضوان الله من خلال ما رزقه الله ،حيث يتحول الاكتفاء بالحلال إلى طاعة وعبادة باعتباره وسيلةً من وسائل الامتناع عن الحرام ..{وَاشْكُرُواْ نِعْمَة اللَّهِ} ،في ما رزقكم إياه ،بالوعي الروحي الذي يرى الله في كل نعمة ويُحس بمسؤوليته عنها في كل ما يتصل بها من شؤون الحياة ،وفي ما جعله الله لها من دور في واقع الإنسان ومصيره ،{إِن كُنْتُمْ إِيَّاهُ تَعْبُدُونَ} ،فإن للعبادة أنواعاً كثيرة ،منها أن يذكر الله في نعمه ،فيشكره بلسانه ،وبإحساسه الوجداني بارتباطها به ،وبممارسته العملية في تحقيق الغاية الكبيرة منها في حياة الناس ..وبهذا يلتقي الشكر بالالتزام الروحي والفكري بعبادة الله ،كما يعني الكفر بالله ،الكفر بنعمه بالقول والفعل .