ولعل في التأكيد على صفة الحنيفيّة في شخصه ونفي صفة الإشراك عنه ،ما يوحي بأنه يمثل التجسيد للملّة ،حتى تحول اسمه إلى صورة حيّة لها{إِنَّمَا جُعِلَ السَّبْتُ عَلَى الَّذِينَ اخْتَلَفُواْ فِيهِ} ،ففرض عليهم السبت عطلة حرّم فيها العمل ،للتشديد عليهم واختبار طاعتهم لله فيه ،فمنهم من قبله ومنهم من رفضه ،ولم يمتثلوا جميعاً لله في ذلك كما يقتضي الإيمان ،{وَإِنَّ رَبَّكَ لَيَحْكُمُ بَيْنَهُمْ يَوْمَ الْقِيَامَةِ فِيمَا كَانُواْ فِيهِ يَخْتَلِفُونَ} ،حول هذه القضايا التي أثارها تشريع السبت ،وغيرها من أمور تتصل بالعقيدة والتشريع ،مما لم يصلوا فيه إلى نتيجةٍ ..ولكن الله سيحكم بينهم ويفصل بين الحق والباطل ،فيعرف كل منهم موقفه ومصيره على أساس ذلك الحكم .