{إِنَّ اللَّهَ مَعَ الَّذِينَ اتَّقَواْ} وأخلصوا له القول والعمل ،والتزموا بحركة العقيدة في الوجدان ،فحوّلوها إلى واقع على مستوى الأعمال والأقوال والمواقف والعلاقات ،وخافوا الله في أنفسهم وفي الناس ،في السرّ والعلن ،وانطلقوا مع التقوى ،في خط مستقيم يتحرك في حدود الله ،ولا يتجاوزها ،{وَّالَّذِينَ هُم مُّحْسِنُونَ} في الخط العملي للحياة ،الذي يحوّل الحياة إلى إحسانٍ روحيٍّ وعمليٍّ يفتح القلوب على الخير ،لما يصنعه من أجواء الخير ،وبما يثيره من مشاعر وأحاسيس ،ما يدفع بالإنسان إلى الارتفاع عن كثير من نوازع الشر التي تقوده إلى الانحراف والضلال .وتلك هي مهمة التقوى في الواقع الإنساني ،من خلال سلوك المؤمن في المجتمع ،وتلك هي مهمة الإحسان في تلك الساحة ،أن تحقق الانضباط الذي يمنع الزلل ،والانفتاح الذي يمنع الانحراف ويزيل التعقيد .
وفقنا الله للسير على خط التقوى والإحسان ،ورزقنا الله الصبر على التحديات التي تواجهنا كمسلمين ،وكعاملين في خط الدعوة إلى الإسلام ،وهدانا إلى صراطه المستقيم ،وهو حسبنا ونعم الوكيل .