تربية النفس بالتوجه إلى الله
{وَقُلِ الْحَمْدُ لِلَّهِ الَّذي لَمْ يَتَّخِذْ وَلَدًا وَلَم يَكُنْ لَّهُ شَرِيكٌ فِي الْمُلْكِ} وهذه هي الكلمة التي يريد الله للإنسان أن يقولها في كل زمان ومكان ،ليعمِّق في وعيه الفكري الإحساس الوجداني بالله في مظاهر عظمته ومواقع نعمته ،فيتوجه إليه بالحمد والثناء ،من الموقع المنفتح على آفاق العظمة لديه ليزداد إيماناً في كل كلمة حمد ،ويتعمّق توحيدياً في كل التزام بنفي الولد عنه ورفض الشريك له ،في العقيدة والعبادة ،ليقف الإنسان أمام الله الواحد ،فلا يتوجه إلى غيره ،ولا يخضع لسواه .إنه التوجيه التربوي الذي يريد أن يؤكد العقيدة في داخل النفس ،أمام أيّة حالة اهتزازٍ أو ارتباكٍ ،فلا يكفي أن تظل خاطرةً في الضمير ،بل لا بد من أن تكون حركةً في التعبير .
كلما عظم الله في النفس صغر الآخرون
{وَكَبِّرْهُ تَكْبِيرًا} في الوعي الداخلي الذي يدخل دائماً في مقارنة بين عظمة الله وبين الآخرين ،ليشعر بأن الله أكبر من كل شيء ،وأقوى من كل وجود ،لأنه هو الذي يعطي الأشياء حجمها وقوتها ،وهو المهيمن على ذلك كله .وكلما عظم الله في النفس ،صغر الآخرون في الذهن ،فينعكس ذلك على الفكر والحركة والعمل .