[ 111]{ وقل الحمد لله الذي لم يتخذ ولدا ولم يكن له شريك في الملك ولم يكن له ولي من الذل وكبّره تكبيرا 111} .
ثم بيّن سبحانه استحقاقه للحمد لاختصاصه بنعوت الكمال وصفات الجلال ،بقوله تعالى:{ وقل الحمد لله الذي لم يتخذ ولدا} أي لم يكن علة لموجود من جنسه ،لضرورة كون المعلول محتاجا إليه ،ممكنا بالذات ،معدوما بالحقيقة .فكيف يكون من جنس الموجود حقا ،الواجب بذاته من جميع الوجوه ؟{ ولم يكن له شريك في الملك} أي من يساويه في قوة القهر والمملكة من الشريك في الملك .وإلا لكانا مشتركين في وجوب الوجود والحقيقة .فامتياز كل واحد منهما عن الآخر ،لابد وأن يكون بأمر غير الحقيقة الواجبة .فلزم تركبهما ،فكانا كلاهما ممكنين لا واجبين .وأيضا فإن لم يستقلا بالتأثير ،لم يكن أحدهما إلها .وإن استقل أحدهما دون الآخر فذلك هو الإله دونه ،فلا شريك له .وإن استقلا جميعا ،لزم اجتماع المؤثرين المستقلين على معلول واحد ،إن فعلا معا .وإلا لزم إلهية أحدهما دون الآخر ،رضي بفعله أو لم يرض .أفاده القاشانيّ .
{ ولم يكن له ولي من الذل} أي ناصر من الذل ومانع له منه ،لاعتزازه به .أو لم يوال أحدا من أجل مذلة به ،ليدفعها بموالاته{ وكبّره تكبيرا} أي عظمه عن أن يلحقه شيء من هذه النقائص تعظيما جليلا .
تمّ ما علقناه على هذه السورة الكريمة ،ضحوة السبت في 26 شوال سنة 1323 في سدّة جامع السنانية بدمشق الشام .يسر الله لنا بعونه الإتمام ،والحمد لله وحده .
تم الجزء العاشر ،ويليه إن شاء الله تعالى ،الجزء الحادي عشر ،وفيه تفسير:
( 18 - سورة الكهف ،و 19- سورة مريم ،و20- سورة طه ،
و 21- سورة الأنبياء ) .