{سُبْحَانَهُ وَتَعَالَى عَمَّا يَقُولُونَ عُلُوًّا كَبِيرًا} فهذه الكلمات التي يطلقها هؤلاء في نسبة الشريك إليه لا تنسجم مع عظمته التي لا يقترب منها شيء ،وقدرته التي لا يحدّها شيء ،وربوبيته المهيمنة على كل شيء ،لأنه خالق كل شيءٍ ورازقه ،ما يجعل من أي كلام من هذا النوع إساءةً لمقام جلاله وقدسه ،وهو المنزّه المتعالي عن كل ما يقولونه ،لأنه في المقام الأسمى الذي لا يعلو عليه شيء في الأرض ولا في السماء ،ولا يدانيه شيء مهما كان عظيماً ،لأن عظمته في ذاته ،بينما تنطلق عظمة كل شيءٍ من فيوضات عظمته ورحمته ،بل هي مظهر عظمته في إعطاء كل شيء خلقه وقوّته وحركته في الحياة .