{انْظُرْ كَيْفَ ضَرَبُواْ لَكَ الأمْثَالَ} في أساليبهم المعقّدة المتنوّعة ،التي يهربون بها من أنفسهم ومن الحقيقة التي تفرض نفسها عليهم ،أو من نظرة الناس إليهم ،ليبرّروا بذلك مواقفهم الّلامسؤولة من الرسالة .{فَضَلُّواْ فَلاَ يَسْتَطِيعْونَ سَبِيلاً} لأنهم لا يملكون طريقاً واضحاً يتحركون فيه ،ليحصلوا على حرية الحركة واستقامتها في خط الهدف الواضح ،فإن الضال لا يستطيع أن يمنح غيره الهدى ،أو يحدد لنفسه ولغيره الطريق المستقيم .فليضربوا ما شاؤوا من الأمثال ،وليطلقوا الكلمات الّلامسؤولة بكل الحقد الكامن في أنفسهم ،فلا يشكّل ذلك مشكلةً بالنسبة للعاملين في الدعوة إلى الله والعمل في سبيله ،بل كل مشكلتهم أن يحددوا لأنفسهم الخط الواضح والهدف الكبير ،ويؤكدوا لها القناعات العميقة المستقرة ،ليثبّتوا مواقعهم عن طريق القوّة الفكرية والإيمانية ووضوح الرؤية للأشياء .