{فَضَرَبْنَا عَلَى آذَانِهِمْ}: أنمناهم نومة عميقة لا تنبههم معها الأصوات .
{فَضَرَبْنَا عَلَى آذَانِهِمْ فِي الْكَهْفِ سِنِينَ عَدَدًا} قال صاحب الكشاف: أي ضربنا عليها حجاباً من أن تسمع ،يعني أنمناهم إنامةً ثقيلةً لا تنبههم فيها الأصوات ،كما ترى المستثقل في نومه يصاح به فلا يسمع ولا يُستنبه ،فحذف المفعول الّذي هو الحجاب ،كما يقال: بنى على امرأته ،يريدون: بنى عليها القبة .
وقال في مجمع البيان: ومعنى ضربنا على آذانهم سلّطنا عليهم النوم ،وهو من الكلام البالغ في الفصاحة .يقال: ضربه الله بالفالج إذا ابتلاه الله به ،قال قطرب: هو كقول العرب: ضرب الأمير على يد فلان إذا منعه من التصرف ،قال الأسود بن يعفروكان ضريراً:
ومن الحوادث لا أبا لك أنني ضَرَبَتْ عليّ الأرضُ بالأسوادِ
وقال: هذا من فصيح لغات القرآن التي لا يمكن أن يُترجم بمعنى يوافق اللفظ[ 4] .وهكذا تؤكد الآية المعنى الكنائي ،الذي يعبر عن هذا النوم الثقيل غير الطبيعي ،الذي يشبه الموت لولا حركة الجسد التي توحي بالحياة ،في ما توحي به الآيات الأخرى ..
ومرت السنون ..في عددها القليل أو الكثير ،في ما يختلف الناس فيه .