{لِيُدْحِضُواْ}: ليزيلوا .
المرسلون دورهم إنذار الناس
{وَمَا نُرْسِلُ الْمُرْسَلِينَ إِلاَّ مُبَشِّرِينَ وَمُنذِرِينَ} فذلك هو دورهم الطبيعي في الرسالة ،فليس عليهم إلا أن يبشروا الناس بالنتائج الإيجابية التي يحصلون عليها من الإيمان بالله وبرسله وبكتبه ،وينذروهم بالنتائج السلبية التي يواجهونها من خلال الكفر بالدعوة الرسالية ،على مستوى الدنيا والآخرة ،ويبذلوا كافة الوسائل في سبيل الوصول إلى ذلك ،ويقدّموا أفضل الأساليب في سبيل تقريب الفكرة إلى عقولهم ...وتنتهي مهمتهم عندما يستكملون كل جهدهم في هذا السبيل .أما استجابة الناس لهم وإيمانهم برسالتهم ،فذلك أمر يعود إلى أكثر من سبب يتصل بالناس من جهة في انفتاحهم على المرسل ،وبالظروف المحيطة بحركة الرسول والرسالة ،كما يتصل بأسلوب النبي في الدعوة ،ولذلك فليس هناك بأس عليه إذا لم يتمّ له ما يريد من الحصول على النتائج الحاسمة فيما إذا كان المانع من قِبَلهم لا من قِبَله .
مجادلة الذين كفروا بالباطل
{وَيُجَادِلُ الَّذِينَ كَفَرُواْ بِالْبَاطِلِ} الذين يعرفون أنه الحق ،فهم يعلمون كيف كانت نتيجة الزيف والخديعة والمداورة والمناورة ،التي تراد من خلال الإرباك والتشويش والتشويه والتضييع ،وإبعاد الموقف عن الجدّية ،وتحويله إلى حالة من اللعب بالألفاظ ...{لِيُدْحِضُواْ بِهِ الْحَقَّ} ويبطلوه بهذه الأساليب الملتوية الباطلة التي لا تحترم مسؤولية الفكرة في الفكر ،ولا إنسانية الحقيقة في الإنسان ،{وَاتَّخَذُواْ آيَاتي} التي أنزلتها على رسلي{وَمَا أُنْذِرُواْ} به من عذاب في يوم القيامة ،جزاء لكفرهم وضلالهم وطغيانهم{هُزُواً} من خلال ما اعتادوه من مقابلة المواقف الجدّية المسؤولة ،بأساليب السخرية والاستهزاء التي تعطي الجو حالة الميوعة ،لا حالة الصلابة والجدّية والثبات .