{أَكِنَّةً}: أغطية .
{يَفْقَهُوهُ}: يفهموه .
{وَقْراً}: ثقلاً في السمع .
ظلم النفس بالكفر
{وَمَنْ أَظْلَمُ مِمَّن ذُكِّرَ بِآيِاتِ رَبِّهِ فَأَعْرَضَ عَنْهَا} لأنه يظلم نفسه بما يعرّضها له من الضلال والضياع والعقاب والمصير الأسود ،ويظلم غيره بتوجيهه إلى ذلك ...ولعل ظلم النفس بالكفر هو أفظع الظلم ،لأنه يدلّل على عمق سيطرة الظلمكمبدأعلى شخصيته ،بحيث لا يوفّر نفسه عن الخضوع له ،فيعرّضها للعذاب الأبدي ،بعد أن قامت حجة الحق عليه ،فأعرض عنها{وَنَسِيَ مَا قَدَّمَتْ يَدَاهُ} من الذنوب والجرائم التي تعرضه لغضب الله وعقابه ،فلم يتب إلى الله منها .وهذه هي مشكلة الكافرين في كفرهم ،حيث يغفلون عن النتائج السلبية المترتبة على طريقتهم .
{إِنَّا جَعَلْنَا عَلَى قُلُوبِهِمْ أَكِنَّةً أَن يَفْقَهُوهُ} لأن الغفلة والنسيان يجعلان الإنسان يواجه الأمور بعقل لا ينفتح على الحق ،بل يعيش معه كما لو كان هناك غطاءٌ يحجب عنه الحقيقة ،وبأذنٍ صمّاء كما لو كان هناك ضجيجٌ يمنع الكلمة أن تدخل إلى أعماق السمع .
{وَإِن تَدْعُهُمْ إِلَى الْهُدَى فَلَنْ يَهْتَدُواْ إِذاً أَبَداً} للهدى أبوابه التي أغلقوها بأنفسهم ،باتباعهم سبيل الغفلة والإعراض عن الحق ،فكيف يهتدي الإنسان بدون عقلٍ مفتوحٍ ،أو أذن سميعةٍ ،أو عينٍ مبصرةٍ ؟!وهكذا يختار الإنسان لنفسه الضلال ،باختيار الأسباب التي تقوده إلى ذلك ،فليست الحتمية في الكفر كامنةً في شخصيته ليكون مجبوراً على ذلك ،بل هي كامنةٌ في إرادته من خلال حركته في الاختيار ،عندما يعطل إرادته عن التحرك في الاتجاه السليم .