بلاغة القرآن طريق لإثبات نبوّة محمَّد ( ص ):
] وَإِن كُنتُمْ[ أيها النّاس ،] فِي رَيْبٍ مِّمَّا نَزَّلْنَا عَلَى عَبْدِنَا[ بفعل استبعاد تصوّراتكم أن يكون النبيّ بشراً ،أو أن تكون له من الأوضاع والمميزات ما ترونه منافياً للموقع المميّز للنبوّة ،كالفقر والمنزلة الاجتماعية العادية وما إلى ذلك ،فإننا ندعوكم ،لرفع هذه الشكوك والشبهات ،إلى دراسة هذا التنزيل القرآني الذي لم تألفوا مثل فصاحته وبلاغته في أساليبكم ومحاوراتكم ؛والذي يتحدّاكم في أن تحاكوه ،] فَأْتُواْ بِسُورَةٍ مِّن مِّثْلِهِ[ من دون تحديدٍ لحجم السورة وطبيعتها ومضمونها ،فتكون لكم حرية الاختيار في ردّ التحدّي بما يتناسب مع إمكاناتكم البلاغية إذا لم تنفتحوا على إمكانات علمية أو فكرية مما تتضمنه هذه السورة أو تلك .
وإذا كنتم لا تملكون القدرة الذاتية على ذلك ،فاعملوا على أن تستعينوا بالذين ترون فيهم القدرة العالية على القيام بالأمور الصعبة ،] وَادْعُواْ شُهَدَآءكُم[ الذين اتخذتموهم آلهة] مِّن دُونِ اللّه[،وزعمتم أنهم يملكون القوّة الكبيرة التي تميّزهم عن النّاس ،واعتقدتم أنهم يشهدون لكم ،في حضورهم القوي الفاعل الذي يتدخل لإعانتكم ،في ما لا تقدرون عليه] إِن كُنتُمْ صَادِقِينَ[ في دعواكم والتزامكم بالشرك .