وبعد أن بيَّن الله للناس أنه هو الخالق الواحد المعبود بحق ،وأنه المنعم بكل ما في الوجود-خاطبهم برفق قائلا:{وَإِن كُنْتُمْ فِي رَيْبٍ مِّمَّا نَزَّلْنَا على عَبْدِنَا فَأْتُواْ بِسُورَةٍ مِّن مِّثْلِهِ} ،وذلك لأن المشركين كانوا ينكرون الرسالة وأن القرآن وحي من عند الله .لذا طلب إليهم ،لتبرير شكّهم وإنكارهم عند أنفسهم ،أن يأتوا بسورة واحدة ،تضارع أياً من سور القرآن في بلاغتها ،وإحكامها ،وعلومها ،وسائر هدايتها .وحجّهم قائلاً: نادوا الذين يشهدون لكم أنكم أتيتم بسورة مماثلة .استعينوا بهم في إثبات دعواكم ،غير أنكم لن تجدوهم ..وهؤلاء الشهود هم غير الله حُكماً ،لأن الله يؤيد عبده بكتابه ،ويشهد له بأفعاله .