] يُخَادِعُونَ اللّه وَالَّذِينَ ءَامَنُوا وَمَا يَخْدَعُونَ إلاَّ أَنفُسَهُمْ وَمَا يَشْعُرُونَ[ أي: يعملون عمل المخادع الذي يريد أن يصل إلى أغراضه بطريقةٍ خفية لا يشعر بها المخدوع ،يحاولون أن يظهروا بغير ما هم فيه ليحصلوا على الثقة والاطمئنان بإيمانهم وصلاحهم .ولكن جهودهم تذهب هباءً ،فإنهم لا يخدعون إلاَّ أنفسهم عندما يوحون إليها أنهم ينجحون في هذه الأساليب الملتوية ،ولا يلتفتون إلى أنَّ اللّه يعلم خائنة الأعين وما تخفي الصدور ،وأنه يكشف واقعهم للمؤمنين ليحذروا منهم .
وذلك هو شأن الضال الباحث عن أطماعه وشهواته عندما تتحكم به الفكرة المنحرفة ،وتتعمق في داخله ،فتصرفه عن الالتفات إلى حقائق الأمور ،وطبيعة المواقف ،فينطلق بأصحابه إلى المواقع التي يظنون أنهم ينجحون فيها ،من دون شعور بالنتائج السيئة التي تترتب على السير في هذا السبيل ،وذلك كهؤلاء المنافقين الذين لا يشعرون بأنهم مكشوفون للمؤمنين ،فيخيل لهم أن مواقفهم تعيش خلف الضباب ،ولكن شمس الإيمان تشرق على أوضاعهم الداخلية والخارجية فتكشفهم من حيث لا يشعرون .