{وَصَرَّفْنَا}:كررنا وفصلنا ،والتصريف: التحويل من حال إلى حال .
{وَكَذلِكَ أَنزَلْنَاهُ قُرْآناً عَرَبِيّاً} ليفهمه الذين انطلق القرآن من قاعدتهم ،فكانوا الأمة التي استقبلت الإسلام بوعيها وروحها ووجدانها ،وحملته في أفكارها عقيدة ورسالة ،ومنهج حياة ،وشريعة حركة ،ومصير إنسان ،ليتحركمن خلالهاإلى الأمم الآخرى في حركة الدعوة وفي خط الجهاد ،{وَصَرَّفْنَا فِيهِ مِنَ الْوَعِيدِ} فيما اشتمل عليه من تنويع الأسلوب ،وانتقاله من حال إلى حال ،من أجل أن ينفتح الناس على الخوف القادم من آفاق المستقبل الذي يحرك في النفس بعضاً من قلقٍ ،ولوناً من ارتباك ،ولكن ،لا لينسحق الإنسان في إرادته التي يسقطها الخوف ،بل ليرتفع في التزامه ودرجة انضباطه في حساب المصير المستقبلي من خلال تطلعات الخوف في ساحات الواقع ،ليتحرك فيه حسّ المسؤولية في ما يريد أن يفعل أو يترك ،ليؤكد الخطة في حياته من موقع دراسة واعية للمستقبل في خط الأمان ،{لَعَلَّهُمْ يَتَّقُونَ} فينضبطون أمام أوامر الله ونواهيه ،{أَوْ يُحْدِثُ لَهُمْ ذِكْراً} فيتذكرون الحقائق الكامنة في فطرتهم التي حجبها الضباب القادم من قلب الشهوات والمطامع والأحقاد ،وينطلقون من خلال ذلك ،للسير مع الله في خط مستقيم جديد .