{هَضْماً}:الهضم: البخس والنقص .
{وَمَن يَعْمَلْ مِنَ الصَّالِحاَتِ وَهُوَ مُؤْمِنٌ} بأن يرتكز الإيمان في خطه العملي على قاعدةٍ فكرية في حركته الفكرية والروحية ،فيتزاوج العمل والإيمان في شخصية الإنسان ليتحولا إلى حركة المسؤولية وفاعليتها في الحياة ،إن هذا النموذج الإنساني هو النموذج الآمن المنفتح في الدار الآخرة ،{فَلاَ يَخَافُ ظُلْماً وَلاَ هَضْماً} لأن الدار الآخرة هي دار العدل كما جاء في آية أخرى:{الْيَوْمَ تُجْزَى كُلُّ نَفْسٍ بِمَا كَسَبَتْ لاَ ظُلْمَ الْيَوْمَ} [ غافر: 17] ،ولأن الله لا ينقص حق أحد في ما يستحقه من الحسنات ،فهو القائل:{أَنِّى لاَ أُضِيعُ عَمَلَ عَامِلٍ مِّنْكُمْ مِّن ذَكَرٍ أَوْ أُنثَى} [ آل عمران:195]{فَمَن يَعْمَلْ مِثْقَالَ ذَرَّةٍ خَيْراً يَرَهُ} [ الزلزلة:7] .وهكذا يواجه كل واحد مسؤوليته في الدائرة الإيجابية ،وفي الدائرة السلبية على مستوى الثواب والعقاب .