ولمّا كانت طريقة القرآن غالباً هي بيان تطبيقي للمسائل ،فإنّه بعد أن بيّن مصير الظالمين في ذلك اليوم ،تطرّق إلى بيان حال المؤمنين فقال: ( ومن يعمل من الصالحات وهو مؤمن فلا يخاف ظلماً ولا هضماً ){[2468]} .
التعبير ب( من الصالحات ) إشارة إلى أنّهم إن لم يستطيعوا أن يعملوا كلّ الصالحات فليقوموا ببعضها ،لأنّ الإيمان بدون العمل الصالح كالشجرة بلا ثمرة ،كما أنّ العمل الصالح بدون إيمان كالشجرة من دون جذر ،إذ قد تبقى عدّة أيّام لكنّها تجفّ آخر الأمر ،ولذلك ورد قيد ( وهو مؤمن ) بعد ذكر العمل الصالح في الآية .
قاعدة: لا يمكن أن يوجد العمل الصالح بدون إيمان ،ولو قام بعض الأفراد غير المؤمنينأحياناًبأعمال صالحة ،فلا شكّ أنّها ستكون ضئيلة ومحدودة واستثنائية ،وبتعبير آخر: فإنّ العمل الصالح من أجل أن يستمر ويتأصّل ويتعمّق يجب أن يروى من عقيدة سالمة واعتقاد صحيح .
/خ112