{اذْهَبْ إِلَى فِرْعَوْنَ إِنَّهُ طَغَى} في نظرته إلى نفسه ،فرأى نفسه إلهاً أو شبه إله ؛وفي نظرته إلى الناس ،فرآهم عبيداً له أو أقل من العبيد ؛وفي نظرته إلى الله سبحانه فأنكره وتمرّد عليه واستخفّ بالعقيدة التي ترتبط به وتشير إليه .
ولكن موسى يشعر بثقل المهمة الملقاة على عاتقه ،وضخامة المسؤولية في ما تمثله من التحدّي المضاد في عملية الصراع التي يخوضها في مسيرة الرسالة ،لا سيما وأن الشخص المعنيّ بالمسألة الرسالية هو فرعون الطاغية الذي كان يستعبد المجتمع كله من حوله ،وكان المجتمع يخضع له في ذلك ،ولا يفكر أن يثور في وجهه .وجاءت رسالته تستهدف تغيير المفاهيم العقيدية والقانونية والأخلاقية بالطريقة التي تختلف فيها اختلافاً كلياً مع مفاهيم العامة والخاصة من الناس ،فكيف يمكن أن يقوم بالعبء وحده ؟