{ثُمَّ صَدَقْنَاهُمُ الْوَعْدَ} في ما وعدناهم به من النصر على هؤلاء المتمردين ،ومن النجاة منهم ومما يحل بهم من عذاب ،{فَأَنجَيْنَاهُمْ وَمَن نَّشَآءُ} من المؤمنين الذين اتبعوهم بإحسان ،ونصروهم بقوة ،وواجهوا أهلهم بصلابة ،وتحمّلوا الاضطهاد بإرادة مؤمنة قوية ،{وَأَهْلَكْنَا الْمُسْرفِينَ} الذين أسرفوا على أنفسهم وتجاوزوا حدود المعقول في ما يضمن النجاة للناس في الدنيا والآخرة ،فلم يلتزموا بالإيمان الذي قامت به الحجة عليهم من الله ،ولم يستجيبوا لنداء الله ،بل اختاروا الكفر والانحراف الذي لا يستجيب لأي موقع قوة من مصلحة الإنسان .وهكذا حقّت عليهم كلمة العذاب من الله ،فأهلكهم وعذبهم بمختلف ألوان العذاب في الدنيا قبل الآخرة .