{لَقَدْ أَنزَلْنَآ إِلَيْكُمْ كِتَاباً فِيهِ ذِكْرُكُمْ} الذي يفتح قلوبكم على الحق من أوسع أبوابه ،ويرفع منزلتكم العقلية وموقعكم القيادي في الأمة ،بما يتضمنه من المعارف والعلوم ،وما يثيره من المفاهيم العامة التي تنفتح على مختلف خصوصيات الواقع المتحرك على أكثر من صعيد ،ويؤكد بذلك الدور المميز للأمة التي تعمل على تجسيده في الحكم والتشريع والمنهج والأسلوب والحركة .{أَفَلاَ تَعْقِلُونَ} وتعملون على الأخذ بأسباب النمو العقلي في حركة الفكر في مفرداته العقلية وروحيته الإيمانية الإيحائية بما يختزنه من أسرار الكون ،وآفاق الغيب والتخطيط للواقع الإنساني ،في دنياه وآخرته .وهكذا نجد القرآن يثيردائماًأمام الإنسان أهمية العقل في بناء شخصيته ،حيث يعتبر الوحي والتجربة والتفكير منطلقات إثارة وتركيز لقوته العقلية ،باعتبار أن العقل هو الذي يمثل عنصر المسؤولية في حياته ،وهو الذي يساهم في رفع مستوى الواقع من حوله ،ويتجه به إلى سعادة المصير في الدنيا والآخرة .