ثم نبه تعالى على شرف القرآن محرضا لهم على معرفة قدره ،بقوله:
{ لَقَدْ أَنزَلْنَا إِلَيْكُمْ كِتَابًا فِيهِ ذِكْرُكُمْ أَفَلَا تَعْقِلُونَ} .
{ لَقَدْ أَنزَلْنَا إِلَيْكُمْ كِتَابًا فِيهِ ذِكْرُكُمْ} أي شرفكم وحديثكم الذي تذكرون به فوق شرف الأشراف{ أَفَلَا تَعْقِلُونَ} أي هذه النعمة وتتلقونها بالقبول كما قال تعالى:{ وإنه لذكر لك ولقومك ،وسوف تسئلون} وقيل:معنى{ ذكركم} موعظتكم فالذكر بمعنى التذكير مضاف للمفعول .قال أبو السعود:وهو الأنسب بسباق النظم الكريم وسياقه .فإن قوله تعالى:{ أفلا تعقلون} إنكار توبيخي ،فيه بعث لهم على التدبر في أمر الكتاب ،والتأمل فيما في تضاعيفه من فنون المواعظ والزواجر ،التي من جملتها القوارع السابقة واللاحقة .