{وَلَوْلاَ فَضْلُ اللَّهِ عَلَيْكُمْ وَرَحْمَتُهُ} ،ففي ما شرّعه لكم من وسائل تستطيعون بها تأكيد مواقفكم أو الدفاع عن أنفسكم مظهر فضل ورحمة ،{وَأَنَّ اللَّهَ تَوَّابٌ حَكِيمٌ} يقبل عباده التائبين ،ويدبر أمورهم على أساس من حكمته ..
أما جواب الشرط الذي تختزنه كلمة لولا ،فقد يكون تقديره: لولا فضل الله عليكم ورحمته وتوبته عليكم وحكمته في تدبير أموركم ،وتشريع الأحكام التي تنظم حياتكم وتحل مشاكلكم ،لتحوّلت حياتكم إلى ساحةٍ للمشاكل الخاصة والعامة ،ولانتهيتم إلى السقوط في الخطيئة المميتة ،ولاختل نظام حياتكم بالاهتزاز الدائم الذي يثيره وجود القضايا المعقّدة التي لا تنتهي إلى حلّ عادل ..
ولم تتحدث الآيات عن نتائج المسألة لجهة استمرار العلاقة الزوجية بينهما بعد اللعان أو انقطاعها ،لأنها كانت في سياق الحديث عن الحلّ الشرعي العملي للمشكلة الصعبة التي يفقد فيها المدّعي الحجّة على دعواه ،وتفقد فيه المتهمة المعطيات التي تظهر براءتها ،ما يوحي بالمزيد من التعقيد الذي يثير الكثير من المشاكل .
ولكن السنّة تحدثت عن الحرمة المؤبدة التي تقطع العلاقة الزوجية بينهما ،ولا تسمح بعودتها بعد ذلك ،حتى بعقدٍ جديد ،كما هو معروف بين فقهاء المسلمين ،ولكن هناك رأياً آخر يتحفظ في حكم الحرمة المؤبدة حال اعتراف الزوج بكذبه وإقامة الحدّ عليه ،فقد ذهب أصحاب هذا الرأي إلى أن لهما أن يجتمعا بالنكاح إن شاءا ،إذ الذي أوجب الحرمة بينهما هو اللعان ،وما دام قائماً بينهما تقوم الحرمة ،وإذا زال باعتراف الزوج بكذبه ولقائه حدّه ،تزول بينهما الحرمة ..
ولسنا في صدد تحديد النتائج النهائية فقهياً ،لنناقش المسألة من هذه الزاوية ،فذلك موكول إلى البحث الفقهي في الكتب المتخصصة .