/م6
ولم ترد تفاصيل الحكم السابق في الآيات المذكورة أعلاه ،وإنّما جاء في آخر الآية موضع البحث ( ولولا فضل الله عليكم ورحمته وإن الله توّاب حكيم ) .فهذه الآية إشارة إجمالية إلى تأكيد الأحكام السابقة ،لأنّها تدل على أن اللعانَ فضل من الله ،إذ يحل المشكلة التي يواجهها الزوجان ،بشكل صحيح .
فمن جهة لا يجبر الرجل على التزام الصمت إزاء سوء تصرف زوجته ويمتنع من مراجعة الحاكم الشرعي .
ومن جهة أُخرى لا تتعرض المرأة إلى حدّ الزنا الخاص بالمحصنة بمجرّد توجيه التهمة إليها ،بل يمنحها الإسلام حق الدفاع عن نفسها .
ومن جهة ثالثة لا يلزم الرجل البحث عن شهود أربعة إن واجه هذه المشكلة ،لإثبات هذه التهمة النكراء والكشف عن هذه الفضيحة المخزية .
ومن جهة رابعة يفصل بين هذين الزوجين ولا يسمح لهما بالعودة إلى الحياة الزوجية بعقد جديد في المستقبل أبداً ،لتعذّر الاستمرار في الحياة الزوجيةِ إن كانت التهمة صادقة ،كما أن المرأة تصاب بصدمة نفسية إن كانت التهمة كاذبة .وتجعل الحياة المشتركة ثانية صعبة للغاية ولا تقتصر على حياة باردة وخاملة ،بل ينتج عن هذه التهمة عداء مستفحلٌ بينهما .
ومن جهة خامسة توضح الآية مستقبل الوليد الذي يولد بعد توجيه هذه التهمة .
هذا كله فضل من الله ورحمة منّ بها على عباده .وحل هذه المشكلة بشكل عادلُ يُعبِّرُ عَنْ لطفِ اللهِ بعبادِهِ وَرَحمته لهم .ولو دققنا النظر في الحكم لرأينا أنّهلا يتقاطع مع ضرورة وجود شهود أربعة في هذه القضية .إذ أن تكرار كل من الرجل والمرأة شهادتهما أربع مرات يعوض عن ذلك .
/خ10