وأمّا قوله تعالى:{وَأَقِيمُواْ الصَّلاةَ وَآتُواْ الزَّكَاةَ وَأَطِيعُواْ الرَّسُولَ لَعَلَّكُمْ تُرْحَمُونَ} فالتناسب من جهة مضمونة قائم وصريح مع ما سيق من آيات قبله .فقوله تعالى:{وَأَقِيمُواْ الصَّلاةَ وَآتُواْ الزَّكَاةَ} أمر منه تعالى بطاعته في ما شرعه لعباده من عبادات وطاعات ،وتخصيصه هنا للصلاة والزكاة بالذكر فحسب ،فلكونهما ركنين أساسيين من أركان التكاليف التي ترجع إليه تعالى وإلى الناس .
وأمّا قوله:{وَأَطِيعُواْ الرَّسُولَ} ،ففيه تقرير لولاية الرسول( ص ) على الناس ،وإمضاء لحكومته وقضائه عليهم .
وأما قوله:{لَعَلَّكُمْ تُرْحَمُونَ} فواردة مورد التعليل لأوامره هذه مجتمعة ،وذلك لما يتعلق بها من مصلحة العباد في الدنيا والآخرة .فالتزام أوامر الله تعالى ،والتزام أوامر نبيه ( صلى الله عليه وآله وسلم ) من شأنه أن يعمّ الصلاح في أوساطهم ،وأن يرفع من بينهم بذور الشقاق والنفاق ،وأن يجعلهم ملتزمين خط الحق والاستقامة الذي تنعقد له وحده مفاتيح الخير والبركة ،لا سيما إذا ما كان منطلقه الله تعالى ،ومراده الله تعالى .