عطف على جملة:{ يعبدونني لا يشركون بي شيئاً}[ النور: 55] لما فيها من معنى الأمر بترك الشرك ،فكأنه قيل: اعبدوني ولا تشركوا وأقيموا الصلاة ،لأن الخبر إذا كان يتضمن معنى الأمر كان في قوة فعل الأمر حتى أنه قد يجزم جوابه كما في قوله تعالى:{ تؤمنون بالله ورسوله} إلى قوله:{ يغفرْ لكم ذنوبكم}[ الصفّ: 11 12] بجزم{ يغفرْ} لأن قوله:{ تؤمنون} في قوة أن يقول: آمنوا بالله .
والخطاب موجه للذين آمنوا خاصة بعد أن كان موجهاً لأمة الدعوة على حد قوله تعالى:{ يوسفُ أعرِضْ عن هذا واستغفري لذنبك}[ يوسف: 29] ،فالطاعة المأمور بها هنا غير الطاعة التي في قوله:{ قل أطيعوا الله وأطيعوا الرسول فإن تولوا}[ النور: 54] الخ لأن تلك دعوة للمعرضين وهذه ازدياد للمؤمنين .
وقد جمعت هذه الآية جميع الأعمال الصالحات فأهمها بالتصريح وسائرها بعموم حذف المتعلق بقوله:{ وأطيعوا الرسول} أي في كل ما يأمركم وينهاكم .
ورتب على ذلك رجاء حصول الرحمة لهم ،أي في الدنيا بتحقيق الوعد الذي من رحمته الأمن وفي الآخرة بالدرجات العلى .والكلام على ( لعل ) تقدم في غير موضع في سورة البقرة .