{وَقَدِمْنَآ إِلَى مَا عَمِلُواْ مِنْ عَمَلٍ} مما أرادوا به الحصول على السعادة ،واستسلموا لنتائجه الحلوة في غفلتهم عن الموت وعما بعد الموت{فَجَعَلْنَاهُ هَبَآءً مَّنثُوراً} تماماً كما هو التراب الدقيق الذي يتناثر في الهواء عند أوّل ريح تمرّ فلا يبقى منه شيء .وهكذا يواجهون الآخرة من دون رصيد في ما يمكن أن يثبِّت لهم أقدامهم هناك ،أو يحقق لهم شيئاً من السعادة ،حتى أن أعمالهم الصالحة التي قاموا بها في الدنيا من خلال مزاجٍ إنسانيّ ،أو عادةٍ خيّرةٍ ،أو رغبةٍ حميمةٍ ،لا يبقى منها أيّ أثر ،لأنها لم ترتكز على قاعدة الإيمان بالله ،ولم تنطلق من خلال الرغبة في رضاه ،وقد حصلوا على ما يقابلها مما حصلوا عليه من نعيم الدنيا ،فلم يسلم منه شيء ..وهكذا يقفون هناك وقفة المعدم الحائر الذي يشعر بأن كل شيء عنده قد تحوّل إلى لا شيء في مسألة المصير الدائم ،فلم يعد له مكان إلا في النار .