{فائتِيَا فِرْعَوْنَ فَقُولا إِنَّا رَسُولُ رَبِّ الْعَالَمِينَ} قولا له إن صفتكما التي تقابلانه بها ،ليست صفة الأتباع الذين يطلبون بركته ،ويتطلعون إلى عظمته ،ويتحركون طوع إرادته ،بل هي صفة رسول رب العالمين ،التي توحي بالقوّة والرهبة ،والعلوّ المهيمن على الموقع والكلمة والسلطة ،فهناك رب العالمين الذي يملك الأمر كله ،والحياة والموت بيده ،فلا موجود غيره إلا وهو مخلوق له ومفتقرٌ إليه ،وخاضعٌ لسلطانه ،وعبدٌ له ،وخاشعٌ أمامه ،ونحن هنا نتحدث إليك باسمه لأننا نحمل رسالته .
وجاء التعبير بالمفرد ،بدلاً من المثنى ،إمَّا باعتبار كل واحد منهما ،أو باعتبار وحدة الرسالة ،أو على أساس أن الرسول مصدر في الأصل ،فالأصل أن يستوي فيه الواحد والجمع .