{فَفَرَرْتُ مِنكُمْ لَمَّا خِفْتُكُمْ} خوفاً من أن تقتلوني جزاءً لما فعلته ،وتشرّدت مدة طويلةً من الزمن ،{فَوَهَبَ لِي رَبِّي حُكْماً} في ما ألهمني من الحق ،وما أوحى به إليّ من النور الذي يضيء لي وللناس الطريق المستقيم الذي يكفل السلامة لمن سار فيه واهتدى بهداه ،{وَجَعَلَنِي مِنَ الْمُرْسَلِينَ} الذين يحملون مسؤولية الدعوة إلى الله والعمل في سبيله ،والإِعلان بكلمة الحق الصارخ أمام الناس أجمعين ممن كان في أعلى درجات السلّم الاجتماعي أو في أسفلها أو في وسطها .
ولماذا تستغرب أن يكون لي هذا الموقع الرسالي ،فتحاول أن تستذكر طفولتي التي عشتها معكم ؟فهل هي قضيةٌ ذاتيّةٌ أو اكتسابيةٌ لتتلمس ملامحهاسلباً أو إيجاباًفي حياتي الخاصة التي كنت تعرف قسماً منها ،أو هي قضيةٌ ربانيةٌ متحركةٌ من وحي الله ولطفه ورحمته ؟ثم كيف تكون التربية الأولى أساساً للحكم على الشخصية بعد غياب طويل ،وسنين عديدة ،قد يحصل الإنسان فيها على معارف جديدة ومواهب عالية تؤهله لأكثر المواقع تقدّماً في الحياة ،ما يجعل منطقك بعيداً عن التوازن والتركيز والواقعية ؟