التوجيه الإلهي للنبي في حركة الدعوة
ما دام النبيّ في موقع الدعوة التي تواجه التحديات ،وما دامت التحديات تتحرك لتضغط على مواطن الضعف في الداعية لتقوده إلى التراجع والانهزام أو الانحراف ،كان لا بد من أن يتحرك الوحي القرآني لتثبيت الخط في الوعي والحركة والواقع ،ولتوجيه الخطى في الساحة العملية إلى السير في الطريق المستقيم على أساس الحكمة والحق والاعتدال .
لا تدع مع الله إلها آخر
{فَلاَ تَدْعُ مَعَ اللَّهِ إِلَهاً آخَرَ} مما قد يدعوك إليه الآخرون في بعض طروحات التسوية التي تقودك إلى تقديم التنازلات من مواقفك ومواقعك في العقيدة والحياة ،فقد يدفعونك إلى أن تقدم فروض العبادة إلى إله آخر ،أو تدعو إلى عبادة غيره تحت تأثير نقاط الضعف في شخصيتك .
وإذا كان هذا الفرض غير وارد بالنسبة إلى النبي( ص ) المعصوم عن الانحراف ،فإن القرآن قد اتخذ أسلوب مخاطبة الأمة من خلال توجيه الخطاب إلى النبي للتدليل على مستوى الأهمية الذي ترقى إليه القضية ،ما يجعل الاحتياط في التأكيد عليها ،يأخذ الحجم الكبير الذي يتخذه الخطاب القرآني في تحريك التوجيه إلى النبي ،لا إلى الناس ،للإيحاء للدعاة إلى الله بأنّ عليهم أن يكونوا في موقع اليقظة من كل الوساوس التي يثيرها المنحرفون في صدورهم وفي حياتهم ،{فَتَكُونَ مِنَ الْمُعَذَّبِينَ} لأن الشرك يستدعي العذاب الشديد من الله .