{وَتَوكَّلْ عَلَى الْعَزِيزِ الرَّحِيمِ} الذي يمنح عباده القوّة من قبله ،فيعتزون بعزّته ،ويفيض عليهم من رحمته ،فيحسون بالطمأنينة والسلام الروحي من خلالها ،فإذا توكل عبده عليه ،وأسلم أمره إليه ،وواجه الحياة في كل تحدياتها للرسالة المتحركة في خطواته الثابتة بالثقة الكبيرة في إيمانه ،فإنه يسهّل له كل الصعوبات ،ويجنبه كل المشاكل ،ويخرجه من أقسى المآزق ،ويجعل له من أمره فرجاً ومخرجاً .
وهذا ما ينبغي للمؤمن الداعية أن يحرّكه في وعيه الرسالي ،فيأخذ القوّة من ربّه ،ويحرّك الرسالة في خطته ،ويجمع المؤمنين إليه وإلى كلمته ،ثم يواجه الواقع كله بعزمه وإرادته ،لا يخاف من الناس ،ولا يخشى المفاجآت ،بل يتوكل على الله في ما يمكن أن يحمله المستقبل من أحداث وأوضاع ،فهو الذي يتكفل بذلك ،في ما يكله العبد إليه من أموره في طريق طاعته ورضاه ،لأنه الرب العظيم العزيز الرحيم