{قَالَتْ إِنَّ الْمُلُوكَ إِذَا دَخَلُواْ قَرْيَةً أَفْسَدُوهَا وَجَعَلُواْ أَعِزَّةَ أَهْلِهَآ أَذِلَّةً وَكَذلِكَ يَفْعَلُونَ} فلا بدَّ من دراسة المسألة بعمقٍ ورويةٍ واتزان ،لأن الحسابات دقيقة في مثل هذه الأمور ،لنعرف ماذا وراء هذا الكتاب وهذه اللهجة ،فهل هو ملك أو داعية حق ؟لأنه إذا كان ملكاً يملك القوة الكبيرة المدمّرة ويحمل ذهنية الملوك الذين يعملون على إخضاع الناس لسلطتهم بالقوّة وإذلالهم وتدمير البلاد وإفساد نظامها وتوازنها ،تكون القضية في مستوى الخطورة التي لا بد من أن توضع لها الحسابات الدقيقة .أمَّا إذا كان داعية حق ،فإن الأمر يختلف ،لأننا لن نحتاج إلى القوة ،بل إلى الحوار ،ولذلك فإن الرأي هو أن نختبر الأمر ،فلا نواجه التهديد بتهديد مماثل ،بل نواجهه بهديةٍ كريمةٍ لنعرف ردّ الفعل ،هل هو كلمة طيبة أو قاسية ؟وهل هم في مستوى خطورة كلمتهم أو أنهم أقلّ من ذلك ؟