ولمّا رأت الملكة رغبتهم في الحرب خلافاً لميلها الباطني ،ومن أجل إطفاء هذا الظمأ وأن تكون هذه القضية مدروسة ،لذلك ( قالت إن الملوك إذا دخلوا قرية أفسدوها وجعلو أعزة أهلها أذلةً ) .
فيقتلون جماعةً منهم ويأسرون آخرين ويطردون طائفة ثالثة ويخرجونهم من ديارهم ويخربون حيّهم و ينهبون ثرواتهم وأموالهم ..
ولمزيد التأكيد أردفت قائلةً: ( وكذلك يفعلون ) .
وفي الحقيقة ..إن ملكة سبأ التي كانت بنفسها ملكةً ،كانت تعرف نفسية الملوك بصورة جيدة ،وأن سيرتهم تتلخص في شيئين:
1الإفساد والتخريب .
2وإذلال الأعزة ...
لأنّهم يفكرون في مصالحهم الشخصية ،ولا يكترثون بمصالح الأُمّة وعزتها ...وهما على طرفي نقيض دائماً .
ثمّ أضافت الملكة قائلةً: علينا أن نختبر سليمان وأصحابه ،لنعرف من هم وما يريدون ؟وهل سليمان نبيّ حقاً أو ملك ؟وهل هو مصلح أو مفسد ؟وهل يذلّ الناس أم يحترمهم ويعزّهم ؟
فينبغي أن نرسل شيئاً إليه ( وإنّي مرسلة إليهم بهدية فناظرة بم يرجع المرسلون ) .
/خ35